الوسواس القهري: فهمه وأثره في الحياة اليومية

١٣ يناير ٢٠٢٥
أزهار ظفر
الوسواس القهري: فهمه وأثره في الحياة اليومية

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتمثل في وجود أفكار أو صور عقلية متكررة وغير مرغوب فيها، تُعرف بالوساوس، ويؤدي إلى سلوكيات أو أفعال متكررة تُسمى القهريات. يسعى الشخص المصاب بالوسواس القهري إلى التخلص من هذه الأفكار أو تقليل القلق الناتج عنها من خلال تنفيذ هذه السلوكيات بشكل متكرر.

تقدم "حمامة السلام" جلسات علاجية متخصصة تهدف إلى معالجة الوسواس القهري وتحقيق الراحة النفسية باستخدام أحدث التقنيات العلمية. تركز الجلسات على التشافي والتخلص من الضغوطات والمشاكل المتعلقة به، مما يساعدك على الوصول إلى السلام الداخلي.

تعريف الوسواس القهري

هو اضطراب نفسي يتسم بوجود أفكار أو تخيلات غير مرغوب فيها تتكرر في ذهن الشخص، وهي أفكار تثير القلق والتوتر. غالباً ما تكون هذه الأفكار غريبة أو غير منطقية، لكنها تسيطر على تفكير الشخص بشكل مستمر، ويؤدي إلى حالة من الإزعاج والضيق النفسي. يمكن أن يشعر الشخص بأنه مضطر للتعامل مع هذه الأفكار أو تجنبها، وهو ما يدفعه إلى القيام بسلوكيات قهرية.

السلوكيات القهرية هي أفعال متكررة أو طقوس يقوم بها الشخص بهدف تقليل القلق الناجم عن الوساوس. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بضرورة غسل يديه مرات عديدة أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة لتجنب حدوث شيء سيء. هذه الأفعال قد تبدو غير منطقية أو مبالغ فيها، ولكن الشخص المصاب بالوسواس القهري يشعر بالحاجة الملحة للقيام بها لتخفيف التوتر الذي يعيشه.

الوسواس القهري يختلف عن القلق الطبيعي أو الأفكار التي قد تراود الإنسان بين الحين والآخر. في حالة الوسواس القهري، تصبح هذه الأفكار والسلوكيات قيداً يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية. قد يستغرق الشخص وقتاً طويلاً في أداء هذه السلوكيات، ويؤثر على علاقاته الاجتماعية وعمله وحتى صحته العامة.


أنواع الوسواس القهري

اشكال متنوعة، حيث يشمل أفكاراً وسلوكيات قهرية تتعلق بالنظافة، الترتيب، التحقق، والأفكار العدوانية وفهم هذه الأنواع يساعد في التعرف على طرق التعامل مع هذا الاضطراب.

المرتبط بالنظافة والتلوث:

يشمل هذا النوع قلقاً مفرطاً من التلوث أو الجراثيم. قد يشعر الشخص بأن أي شيء حوله قد يكون ملوثاً أو يحتوي على جراثيم، ويدفعه إلى غسل يديه بشكل مفرط أو تنظيف الأشياء بشكل متكرر. هذا النوع يؤثر على الشخص بشكل كبير، حيث يقضي وقتاً طويلاً في عمليات التنظيف.

المرتبط بالترتيب والتنظيم:

يشمل هذا النوع الحاجة الملحة لترتيب الأشياء بطريقة معينة أو الحفاظ على التوازن والنظام في البيئة المحيطة. قد يعتقد الشخص أن الأمور يجب أن تكون في ترتيب معين، وفي حال عدم القيام بذلك يشعر بالقلق الشديد. في بعض الأحيان، قد يكون هذا الترتيب متعلقا بأشياء صغيرة مثل الكتب أو الأدوات أو حتى الأشياء الشخصية.

المرتبط بالتحقق:

هذا النوع يتضمن الحاجة المفرطة للتحقق من الأشياء بشكل مستمر، مثل التأكد من إغلاق الأبواب أو إيقاف الأجهزة الكهربائية. قد يشعر الشخص بأن هناك تهديداً أو خطراً إذا لم يقم بالتحقق مراراً وتكراراً، ويجعله يقضي وقتاً طويلاً في هذه الأنشطة.

المرتبط بالأفكار العدوانية أو المسيئة:

يعاني الشخص من أفكار عنيفة أو غير لائقة تأتي في ذهنه بشكل متكرر، مثل إيذاء شخص آخر أو ارتكاب أعمال غير مرغوب فيها. هذه الأفكار تسبب قلقاً عميقاً لدى الشخص لأنه يعتقد أن التفكير فيها قد يؤدي إلى حدوث شيء سيء.

المرتبط بالأعداد أو التكرار:

في هذا النوع، يشعر الشخص بالحاجة إلى تكرار الأفعال بشكل محدد، مثل العد إلى رقم معين أو تكرار حركة معينة عدة مرات. قد يكون لهذا التكرار طقوس معينة في ذهن الشخص، حيث يعتقد أن عدم القيام بها قد يسبب شيئاً سيئاً.

تأثير الوسواس القهري على الحياة اليومية

يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، حيث يتسبب في تعطيل الروتين العادي ويستهلك وقتاً طويلاً. فالشخص المصاب بالوسواس القهري قد يقضي ساعات في أداء سلوكيات قهرية مثل غسل اليدين المتكرر أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة. هذا قد يؤدي إلى تأخير الأنشطة اليومية مثل العمل أو الدراسة، ويسبب مشاكل في التقدم في الحياة المهنية أو التعليمية.

إلى جانب التأثير على الأنشطة اليومية، يمكن للوسواس القهري أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية. قد يعزل الشخص نفسه عن الآخرين لأنه يشعر بالخجل من سلوكياته أو من عدم قدرتهم على فهم معاناته. كما أن العلاقات العائلية والصداقات قد تتأثر عندما لا يستطيع الشخص التفاعل بشكل طبيعي أو عند قضاء وقت طويل في أداء الأنشطة القهرية.


التعامل مع الوسواس القهري

التعامل معه يتطلب فهماً عميقاً للمشكلة، والوعي بها، وتبني استراتيجيات فعالة مثل الدعم الاجتماعي وتقنيات الاسترخاء، ويساعد في تقليل تأثيرها على الحياة اليومية.

الوعي بالوسواس القهري:

أول خطوة في التعامل مع الوسواس القهري هي الوعي بالمشكلة وفهم طبيعتها. عندما يدرك الشخص أنه يعاني من الوسواس ، يصبح من الأسهل التعرف على الأفكار والسلوكيات القهرية التي قد تكون متكررة. الوعي يساعد في تقبل وجود المشكلة والبحث عن طرق للتعامل معها بدلاً من الشعور بالذنب أو الإحراج من هذه الأفكار أو السلوكيات.

التحدث مع الآخرين والبحث عن الدعم:

من المهم التحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو الأشخاص الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والتفهم. التحدث عن الوسواس القهري يمكن أن يقلل من شعور العزلة ويعزز الفهم المشترك بين الشخص المصاب والمحيطين به. كما يمكن الحصول على نصائح من الأشخاص الذين مروا بتجارب مشابهة، ويساهم في شعور الشخص بالراحة والقبول.

إدارة الوقت والتركيز على الأنشطة اليومية:

من الطرق المفيدة للتعامل مع الوسواس هو تنظيم الوقت وتحقيق توازن بين الأنشطة اليومية. يمكن أن يساعد تحديد وقت مخصص لمهام معينة والتركيز على الإنجاز اليومي في تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في أداء السلوكيات القهرية. من خلال الانشغال بأنشطة أخرى، مثل ممارسة الهوايات أو العمل، يمكن تقليل الانشغال بالأفكار الوسواسية.


الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، ويسبب له قلقاً وتوتراً مستمرين. ورغم التحديات التي يواجهها المصابون بهذا الاضطراب، إلا أن الوعي به والبحث عن طرق فعالة للتعامل معه يمكن أن يساهم بشكل كبير في التخفيف من آثاره. ومن بين الأساليب الحديثة التي أظهرت فاعلية في التعامل مع الوسواس القهري وجلسات "حمامة السلام"، التي تهدف إلى تعزيز التفاعل الإيجابي مع الأفكار والمشاعر من خلال خلق بيئة آمنة ومريحة. وتعمل ايضا على التشافي والتنظيف وبرمجة العقل اللاواعي تساعد الأشخاص الذي يعانون من الوسواس القهري فنعمل على إعادة توازن حياته مرة أخرى وتنظيف من كل الامور السلبية التي كانت مسيطرة عليه.